أوسانا كوك، البنت التي لديها كل ما تريد لديها الجمال، المال، النفوذ و كذا و كذا...

أبوها ألماني الجنسية صاحب شركة سيارات يابانية... و أمها إبنة رجل أعمال مشهور...


تقضي العطل و الإجازات في منزل أبيها بألمانيا، و عندما تذهب للمدرسة تأتي في إحدى سيارات أبيها مع سائق خاص...


تلك القصة التي يعتقدها الناس عني لكن هم لا يعلمون أن لكل هذا الترف قرف يقابله...


لن أنكر أنه كان لدي كل شيء و أني عشت في افخم المنازل لكني افتقرت إلى المتعة في حياتي....


و الأن يا أصحاب سأروي لكم حياتي المؤلمة كي تعلموا أن كل شيء جيد يرافقه شيء سيء...


كان أبي لا يبقى في المنزل و يزورنا بشكل أسبوعي في العطل و أحيانا يزورنا كل شهر، و بالنسبة لأمي فكانت تبقى معي في المنزل نلعب و نمرح....


"أمي هل نلعب الغميضة؟ "


"حسنا كما تريدين ابنتي.. "


"أمي اقرئي لي هذه القصة! "


"نعم بالطبع يا ابنتي...."


كان لدي كل ما ابتغيت حتى حدث ما حدث... كان ذلك عندما كنت في الرابعة من عمري....


بعدما اصيبت أمي بسرطان على مستوى الرحم و قد شخص الأطباء أنه لا أمل لها في الولادة من جديد اذا تم شفاؤها...


حزن والدي من هذا الامر فهو حلم بامتلاك ولد كي يرث عنه اسم شركته و لكن الاسوء من ذلك أن خطورة سرطان أمي قد جعلتها تقوم بعدة عمليات في مختلف البلدان...


فرنسا، أمريكا ، و ألمانيا كل هذه البلدان سافرت امي لهذه البلدان من أجل ايجاد حل لمشكلة الولادة و لكن ما باليد حيلة و بهذا استسلم أبي للوضع و قرر تأكيد طلب نزع السرطان بالمواد الكييائيك، و لكن كثرة السفر أثرت بجسد أمي الضعيف مما جعلها تبقى في الفراش لمدة طويلة حتى أن الاثار الجانبية للمرض مثل التشنجات و الصداع المفاجئ لازالت حتى الآن.


و في وسط كل هذه الفوضة تركت في رعاية المربية و اصبح والدي يزورانني مرة كل شهر او يتصلان احيانا... كنت غير متقبلة للوضع و اصبحت مشاغبة اتذكر ذلك اليوم في السادسة من عمري عندما زارني ابي و كانت أمي في الكرسي المتحرك... اتيا ليتفقدا وضعي في المدرسة الابتدائية و في المنزل....



بدأ كل هذا عندما عاد والداي من رحلة سفر من فرنسا عندما كان لأبي صفقة بيع و أمي ذهبت معه بحثا عن علاج لحالتها و لكنها لم تجد حلا...


عندما دخل والداي فرحت كثيرا لأني لم أراهما منذ مدة فعانقت والدي و قبلت امي، كانت معهما امرأة ، يبدو أنها طبيبة أمي.


بعدها ذهب والدي لغرفتهما مع الطبيبة و انا جلست انتظرهما و قد كان موعد الغداء قد حان فجاءت المربية و قالت: "أوسانا الصغيرة لماذا تمسكين صحن الطعام و انت جالسة هنا؟ تعالي لتتناولي طعامك"


"لا اريد ان تطعمني أمي..."


"السيدة متعبة و لن تستطيع اطعامك تعالي إلى هنا..."


فشدتني من معصمي و اخذتني و بدأت بالصراخ حتى خرج والداي فقال أبي:" مالذي يحدث..."


فأجبته: "اريد ان تطعمني أمي!"


فهز رأسه رافضا و بدأت بالصراخ اكثر و الخادمة تقول:" تعالي معي! "


فخرجت امي من الغرفة مع الطبيبة و هي تمشي بصعوبة فقالت:" ماذا يحدث؟! "


فقمت برمي الصحن و الجري نحوها، الا ان الصحن اصاب رجل المربية و بدأت بالنزيف، قلت في نفسي:" يا إلهي ماذا فعلت! "


جرحت رجلها و بدأت بقول انها اكتفت مني و من تربيتي و انني اكثر بنت مشاغبة ربتها.


فقال لها ابي محاولا تهدئتها: "لا تقلقي سأقوم بتحمل تكاليف العلاج"


فأجابته المربية: "لا أريد تعويضا هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بإيذائي فيها اكتفيت سوف استقيل. "


فقال أبي:" انتظري سأدفع لكي أكثر"


فردت عليه:" فلتذهب انت و نقودك إلى الجحيم! "


ثم رمت بذلة التنظيف أرضا و رحلت، غضب أبي جدا و قال صارخا:" لقد اكتفيت من كل هذا إنها المربية الرابعة التي نستأجرها، لماذا لا تكونين مهذبة! "


فذهبت إلى أمي خائفة و أجابته و هي تمسك يدي:" لا تقلق جيمس سنجد مربية أفضل و انت يا أوسانا عديني أن تكوني فتاة مهذبة من اليوم، احم... احم..."


رأيت امي تسعل دما فقلت: "امي ماذا بك؟ "


" لا شيء احم.. احم... "


فأتت طبيبتها و هي تقول لأبي:" سيد جيمس أعطها هذا الدواء بسرعة لقد نزف جرحها الداخلي من جديد..."


فقال أبي:" كيسامي أسرعي... اشربي هذا الدواء! "


" لا داعي انه مجرد تسرب خفيف احم.... احم..."


"يا إلهي لقد أغمي عليها" قالت الطبيبة.


فقال أبي:" اسرعي فلتأخذي اوسانا لغرفتها سأخذها للمشفى.. "


" حسنا تعالي صغيرتي اوسانا."


فقلت في نفسي بصدمة :" أمي.... هل ستكون بخير.... هل تصرفاتي كانت السبب لهذا... يا إلهي فلتحمي أمي و سأكون فتاة مهذبة بدأ من اليوم...."


و بعد الفحوصات الطبية و العمليات صرح الطبيب:" لقد كان نزيفا داخليا حدث على مستوى شرايين الرئتين كانت يمكن ان تختنق اذا تأخرتم لمدة أطول"


و منذ ذلك اليوم أصبحت مطيعة و أقضي معظم الوقت في غرفتي و أرسلني والداي للعيش مع جدتي في طوكيو لكي ترتاح أمي.


و في ظل كل هذا الألم و المعاناة و جدت شخصا واحدا استطيع ان ابتسم معه و اضحك دون إخفاء مشاعري أو التظاهر نعم إنه أعز صديق لي.... لقد تعرفت على تشارلن



**

بعد حوالي أسبوعين من إنتقالي إلى منزل جدتي، تمت كل التخطيطات لدخولي إلى مدرسة طوكيو الإبتدائية ، لم تكن لدي مشكلة في الدراسة في مدرسة جديدة فأنا كنت أحب تكوين الصداقات.


مر شهر و قد إعتدت الإقامة مع جدتي، لقد كونت صداقات جديدة و أصبح لدي صديقات كثيرات مثل ديغروف و تشايندا و أماندا، كنّ الأقرب بالنسبة إلي و كن أكثر من صديقات لي بل أخوات.


كان كل شيء على مايرام، كنت سعيدة أو أنني كنت أتظاهر بذلك، نعم خلف تلك الإبتسامة كانت هناك شلالات دموع مكبوتة تنتظر تدفقها، صحيح أنه كان لدي صديقات عوضن مكان والدي و كن يقفن معي في السراء و الضراء لكن كان هناك دائما فراغ في داخلي، ينتظر ذلك الشخص الذي يأتي و يفرغ فيه حبه و حنانه ليمتلأ و يصبح كاملا، و لقد بقيت أنتظر ذلك الشخص، إلى أن...


بعد أعوام من إنتقالي إلى طوكيو ، كنت جالسة في الصف مع ديغروف و تشايندا، لقد كنت آنذاك في الثانية عشر و قد كنت بعامي الأول في الاعدادية، كنا نتحدث بينما نتناول الفطور.


تشايندا: "إسمعن هل سمعتن حول الطالب المتنقل الجديد الذي جاء منذ أسبوع؟ يوجد الكثير من الإشاعات تقول أنه جميل جدا! و قد تقدمت إليه ثلاث فتيات منذ قدومه. "


نعم تشايندا كثيرة الكلام و واشية كبيرة أيضا و على إطلاع بكل شيء يحدث في العالم.


ديغروف: "لقد سمعت أنه في السنة الثانية. "


قلت :"إذا هو يكبرنا بعام واحد، و لكن هل هو جذاب لهذه الدرجة؟ "


تشايندا :"بالطبع! لقد سمعت أنه إنضم إلى نادي كرة القدم، لنذهب لنراه! جميع الفتيات يذهبن ليشجعنه، حتى أنهم سيؤسسون نادي لمعجباته! "


أومأت لها برأسي فليس لدي شيء أفعله، و هذه طريقة جيدة لقتل الوقت، من يعلم قد يراني أحدهم و يتقدم لي.


بعد نهاية الدوام، ذهبتت مع صديقتايّ لنشاهد ذلك الفتى الجديد، أخبرتني تشايندا أن إسمه تشارلن، وصلنا لنادي كرة القدم، كان هناك الكثير من الفتيات، فوقفت أشاهد المباراة.


لم أعرف أيهم كان هو، حتى بدأت الفتيات يصرخن بإسم تشارلن عندما سجل أحد الطلاب هدفا، و من ثم إستدار لهن و لوح بيده و هو يبتسم، صحيح إنه جذاب.


توقفت فجأة و توترت عندما نظر إلي بعينينه، "يا إلهي إنه ينظر لي، لا! لابد أنها فتاة أخرى ".


لكنه عاد بسرعة إلى جو المباراة عندما عادت الكرة لوسط الملعب، بقيت أفكر و وجنتاي محمرتان، قلت لديغروف و تشايندا أنني سأذهب للحمام، لكن تشايندا أخبرتني أن المباراة ستنتهي، و أضافت ديغروف أنها ستنتظراني لكني رفضت و قلت أنه لا داعي.


ذهبت إلى الحمام و غسلت وجهي، كان بعيدا قليلا، نظرت من النافذة في طريقي و قد إنتهت المباراة و كل عائد، لقد تلبدت السماء لابد أنها ستمطر يجب أن أسرع.


وصلت إلى الحمام، وضعت حقيبتي أرضا ثم بدأت أنظر في المرآة ثم تذكرت منظره عندما رآني ثم إحمرت وجنتاي، يا إلهي كم أتمنى لو أنه يوادني لكنني لا شيء إتجاه كل تلك الفتيات.


إنتهيت من غسل وجهي و أخرجت منديلا لكي أجفف وجهي ثم حملت حقيبتي و توجهت للخارج لكي أعود، ذهبت في إتجاه الملعب فهو أسرع طريق مؤدي للخارج، لكن السماء بدأت تمطر يا لحظي!


أخرجت هاتفي و إتصلت بأبي لكي يأتي و يقلني، من حسن حظي أنه كان قد جاء هو و أمي البارحة للمبيت معنا، بقيت واقفة بجانب غرفة التبديل أنتظر حتى خرج أحدهم منا، يا إلهي إنه ذلك الفتى!


وقف بجانبي و هو يقول :"يا إلهي، انه ليس يوم حظي، أوه من أنت؟ "


قالها بعدما إستدار لي، فقلت بتوتر :"لا تسيء الفهم! لست أحد معجباتك، أنا فقط ذهبت إلى الحمام ثم أمطرت. "


"إذا لقد كنت تشاهدين المباراة؟ "


"لا، كنت فقط مع رفقة صديقتاي. "


"إذا ماذا سنفعل الآن؟ إنها تمطر بغزارة"


"لقد اتصلت بوالدي، سيأتي قريبا ليقلني، يمكنك إن تأتي معنا إذا أردت. "


"لا لا! هذا كثير، كما أنني لا أريد توريطك مع والدك، فأنا فتى غريب. "


" لا بأس يمكنني فقط أن أخبره أنك زميل معي في النادي، و لقد بقيت تنتظرني لأخرج و لكن تأخر الوقت. "


" شكرآ لك، بالمناسبة أنا تشارلن من الصف الثاني السنة الثانية. "


" أنا أوسانا من الصف الخامس من السنة الأولى، تشرفت بمعرفتك"


" أنا أيضا. "


بقينا ننتظر قليلا و نتحدث حتى جاء والدي ليقلني، ركب تشارلن معنا، و قد أخبرت أبي عنه فكان متفتحا جدا، أوصلناه حتى حيه الذي يسكن فيه فهو بجوار حيينا، شكر والدي و نزل، و ودعته من وراء الزجاج.


في اليوم التالي فاجأني بمجيئه إلى صفنا في الإستراحة، عندما كنت مع صديقتاي، مشى في إتجاهي و كل الفتيات يحدقن به، عندما وصل إلي انحنى و مد لي علبة ما، و قال:"شكرا لك على توصيلة البارحة، هده بعض الشوكولاتة أعددتها بنفسي، لا تتفائلي كثيرا فأنا طاهي مريع. "


ثم ضحك ضحكة و وضعها بجانبي و إنطلق مودعا لي، صرخت علي تشايندا :"ماذا! هل طلبتي منا البارحة ألا ننتظركي حتى تطلبي منه مواعدتك! هل قبل بك؟ هل انتما تتواعدان؟ "


" لا لا، لقد أمطرت فجأة و ألتقيته صدفة، فأوصله أبي معنا في طريق عودتنا. "


ثم أضافت ديغروف بضحك :" يا فتاة إنه فريسة جيدة لا تفلتيها"


"ماذااا! أنا! "


لكني تذكرت ملامحه الملائكية و كم يبدو جميلا، نهضت و ضربت الطاولة بقبضتي لأقول :" طيب! سأجعلك ملكي يوما ما سينباي! "


لقد كان صوتي عاليا، إحمرت وجنتاي و بدأت ديغروف و تشايندا تضحكان علي، لكن سينباي لا تقلق سأجعلك تعترف لي يوما ما!


***


الهالوين من أفضل أعيادي و أتذكر أيضا ذلك الهالوين الذي لن أنساه أبدا.


كان قد وقع كل هذا في السنة الثانية عندما حل حفل الهالوين، كنت آنذاك في الثالثة عشر من عمري، كانت علاقتي مع تشارلن في تطور حتى أصبحنا أصدقاء مقربين و نقضي الوقت معه في أغلب الأحيان مع أصدقائه المرحبن.


المهم، حدث كل ذلك عندما كنت جد متحمسة للخروج في الليل إلى الخارج و إحضار الخدع و الحلوى معي.


كنت في فراش غرفتي و قد كانت الساعة الـثامنة مساءً عندما أخيرا أرسلت لي أماندا رسالة تقول فيها: "لقد وصلنا نحن ننتظرك في الخارج"


إرتديت حينها ملابسي التنكرية كانت عبارة عن رداء أسود مزرق كإزرقاق الليل و قبعة بنفس اللون مع عصى سحرية مصنوعة من الخشب، كان عبارة عن كوسبلاي ساحرة.


نزلت خفية من الدرج بعدما أغلقت باب غرفتي لكي لا يلحظني أحد، خرجت من الباب الخلفي و إلتقيت بجميع أصدقائي، أماندا، ديغروف، تشارلن و إيريا، سألت ديغروف عن الأخرين قائلة:" لكن أين غورو و تشايندا؟"


أجابت ديغروف :" تشايندا ليست هنا لقد ذهبت إلى بيت خالتها لتمضية الهالوين و غورو مريض و لم يسمح له والده بالخروج."


أومأت رأسي كعلامة للرضا و بدأت أتمعن في ملابسهم التنكرية، أماندا كانت ترتدي زي مومياء بسيط، و ديغروف عبارة عن لباس عسكري ممزق و ملطخ بالدماء و إيريا عبارة عن كوسبلاي زومبي و تشارلن كان يرتدي زي قرصان و قد كان جذابا فيه.


عندما انتهيت قلت:" اذا أين سنذهب؟ "


أجاب إيريا:" سنذهب إلى كل بيوت الحي ثم نجتمع عند بيتي على الساعة العاشرة لنعد الحصيلة ثم نعود لبيوتنا."


بعد إفترق كل واحد و ذهب إلى كل بيت يدق عليه و يقول خدعة أم حلوى! و يرد عليه أصحابه بمجموعة متنوعة من الحلويات.

...

بعدما إنتهيا ذهبنا للاجتماع عند بيت إيريا و نظرت إلى سلتي و كانت فقيرة جدا حتى أنها لم تصل إلى النصف، خجلت أن أذهب إليهم و فكرت بالعودة للمنزل و إخبارهم بعذر في الصباح و لكن شعرت بيد على كتفي و عندما إستدرت وجدت تشارلن يبتسم و قال لي: ل"نتبادل السلال! "


فأخذها دون سابق إنذار و ترك سلته الممتلئة في الأرض ذهبت إلى هناك و وجدت إيريا يقول لتشارلن:" هذا فقط؟ اوه يا صديقي أنت كسول جدا عذا ليس من عاداتك."


أجاب تشارلن بابتسامة و هو يحك خلف رأسه بيده :" أعلم لم أجد الكثير من البيوت إعذروني."


و بعدها نظر إيريا إلي و قال بعدما أخذ سلتي: "لنرى إذا سلتك يا أوسانا، أوه إنها ممتلئة أحسنت!"


بعد قمنا بجمع كل الحلويات و تقسيمها بالتساوي و عاد كل واحد إلى منزله و طلب مني تشارلن أن نعود معا فوافقت.


بقينا نمشي معا و بدأت الحديث:" لماذا بادلت سلتك معي؟"


نظر إلي بابتسام و قال:" لأنني أردت ذلك."


رددت عليه: لكنك تعبت من أجل تلك السلة و قد نعتك إيريا بالكسول، لماذا تهتم بي لهذه الدرجة! " و بدأت البكاء ٠


بعدها ظهرت في وجهه ملامح تفاجؤ و أخفاها بابتسامة جميلة، و نظر إلي للحظات و أمسك بيدي و ضمني إليه في صده و هو يربت على رأسي بكل نعومة: "لأنني أحبك ربما ... "


و ذهب في صمت في المعطف الذي يؤدي إلى منزله و أنا أنظر إليه في حيرة٠


" ربما لكنه قال ربما... لكنه أيضا قال لأنني أحبك.... " بقيت هذه الأسئلة تتردد في دماغي و تزيد من حيرتي.


***

في العام السابق و الذي عامي الثالث في الإعدادية أو كما تسمى المدرسة المتوسطة، عيد ميلادي بعد شهر و ستنتقل أمي بعدها إلى منزل جدتي.


المهم، مناسبة كنت منظرتها منذ زمن طويل جدا و مجهزة لها تجهيزا كبيرا.


تخليدا لذكراه، تحتفل مدرستي كل عام بعيد الفالنتاين أول عاشق مسيحي مات في سبيل عشقه الأبدي.


نعم إنه عيد الحب، كان ذلك قبل عيد الحب بيومين عندما توافدت كل البنات إلى تشارلن لكي تخبرنه ما يريده او عن الأشياء التي يحبها طبعا من اجل عيد الحب لأن تشارلن فتى وسيم و شعبي في المدرسة، حتى إمتلأت خزانته برسائل الإعتراف.


و لكنني قد تنبهت لكل هذه الأشياء مسبقا و قد خططت لتفاديها و ما شابهها من المشاكل، فقد أرسلت رسالة إلى تشارلن ليلة الفالنتاين أخبره فيها أن يلتقيني في نهاية الدوام الصباحي عند قاعة الرياضة، و بالطبع لن يرفض لي طلبا.


بعد ذلك و في صباح الفالنتاين جهزت نفسي كالعادة للذهاب إلى المدرسة و أخذت علبة الشوكولاتة التي جهزتها، ذهبت إلى مائدة الإفطار لتناول بعض المقبلات بعدها ذهبت لركوب الباص و ذهبت إلى المدرسة و يا ليتني لم أذهب إلى مائدة الافطار ذلك اليوم.


بعدها وصلت إلى المدرسة و التقيت بـتشالرلن و ذهبنا مع بعضنا إلى الرواق ثم ذهب كل واحد إلى صفه، بعدها توالت الحصص التي لا تنتهي حتى جاء وقت الغداء.


كنت جالسة حتى جاءت إلي تشايندا و ديغروف لتتحدثا معي حول هديا العشاق.


تشايندا :" هاي أوسانا، هل قررت لمن ستعطين هديتك اليوم، لقد إشتريت حقيبة رياضية و قررت اعطائها إلى لوكاس، انه جميل و لطيف و مثير للغاية، ماذا عنك ديغروف؟"


ديغروف: "أنا، حسنا قررت إهدائها إلى إيريا."


تشايندا :" ماذا ! منذ متى و أنت على علاقة معه؟"


ديغروف :" في الحقيقة، قبل أسبوعين في الكافيتيريا إصطدمت ببضعة شبان و أسقطت الطعام فوق واحد منهم و بقوا يزعجونني حتى أتى و دافع عني، لقد كان جميلا للغاية لذلك اشتريت له قلادة منقوش عليها إسمه كعربون شكر، ماذا عنك أوسانا؟ "


أوسانا :" انا، كما تعلمان ستكون هديتي لتشارلن و قد اشتريت له ساعة ذكية أحضرها أبي من عمله . "


ديغروف :" مذهل أريها لنا أوسانا، اريد رؤيتها! "


أوسانا :" بالطبع انتظرن (تفتش في حقيبتها) ماذا لقد إختفت، أوه لا يمكن! "


FLASH BACK ...


أوسانا: حسنا شكرا على الطعام! وداعا جدتي! (تذهب إلى الباص و تترك الهدية).


جدة أوسانا: أوسانا إنتظري نسيتي هديتك! لقد ذهبت...


END OF FLASH BACK.


أوسانا :" ما العمل الان هل استطيع العودة و إحضارها معي، كلا لن يكفيني الوقت و قد اقتربت نهاية الفسحة لابد ان تشارلن في انتظاري الان."


ديغروف :" أوسانا ما الامر؟"


أوسانا :" ماذا؟... أتعلمان علي الذهاب الآن وداعا (تجري)."


ديغروف : "إنتظري !... ماذا حدث لها؟"


في جهة آخرى تجري أوسانا و تذهب إلى حديقة المدرسة:


أوسانا :" ماذا علي فعله الآن سيذهب كل ما فعلته سدًا، اوه يا إلهي ساعدني ... ماذا انها ورود حمراء، ربما.... وجدتها علي قطف واحدة و إعطاؤها له و ثم الهروب عذا افضل ما يمكنني فعله في وضعي الحالي، ربما أحاول العام القادم، حسنا لقد تقرر الأمر!"


تقطف الازهار و بعد تذهب إلى قاعة الرياضة.


أوسانا:" حسنا لا تتوتري، (تدخل القاعة و تجد تشارلن جالس و يلاعب قطة عند الزاوية) سينباي!"


تشارلن:" اوه اوسانا لقد نسيتك لماذا تأخرتي هل حدث شيء لك، بالمناسبة لوكاس و إيريا في إنتظاري هل يمكنك الاسراع؟"


أوسانا: "اوه طبعا!... إيتو.. تفضل (تمد إليه باقة الورود و تنكس رأيها خجلا) اعلم أنها ليست بالكثير و لكني نسيت هديتي الأصلية في المنزل انها افضل بكثير اعتذر (قلت في نفسي: ماذا كان علي الذهاب لماذا بقيت أثرثر) "


تشارلن :" (ينظر إليها و يبدأ بالضحك عاليا و بعدها تنظر إليه في تعجب و حيرة) اوه أوسانا كم انت مضحكة، كلمة أحبك كانت ستكفيني. (و حمل الورود و ذهب تاركا لها)"


أوسانا :" انتظر سينباي، من أنا بالنسبة لك؟!"


تشارلن :" لا اعلم، ربما أصدقاء طفولة لا أكثر؟"


أوسانا :" ماذا... هووووي كم انا اكرهك يا سينباي ما كان علي احضار الورود لك!"


تشارلن :" (يضحك و يقول) كم أنت خرقاء."


أوسانا:" خرقاء، (يصبح رأسها يغلي غضبا ثم تدير رأيها كعلامة عدم اهتمام و تقول) ربما احبك انا ايضا، لست سيئا للغاية كما أنك من نوعي المفضل ."


و مشى كل منهما مبتسما في دربه الطويل و هما لا يعلمان ما يخبؤ لهما الزمن من وقائع.


***

ملاحظة قبل البدأ: منظور القصة أو جهة القصة لن تكون من منظور أوسانا فقط فستكون مثلا عند تشارلن أو سينباي كما تقولون.

---------------------------


#جهة_تشارلن:


اليوم هو اليوم المنتظر، نهضت صباحاً كالمعتاد، نزلت من الدرج لأتناول الفطور و بعدها أغير ملابسي ثم إتصلت بجميع أصدقائي لوكاس، إيريا، غورو، و بعض من صديقات أوسانا تشايندا، ديغروف، أماندا، و كنا قد إتفقنا على مفاجأة أوسانا بمناسبة عيد ميلادها الـخامس عـشر و إقامة حفلة أخيرة قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى بيت جدتهم في طوكيو.


كنا نخطط لهذا منذ أسبوع كنا قد توقفنا عن التحدث مع أوسانا و قد قمنا بشراء الزينة و أرسلنا طلب صنع كعكة و قد إتفقنا مع عائلتها على الكتمان على الأمر، كل شيء يسير في سلاسة.


#جهة_أوسانا:


توالت الأيام حتى جاء عيد ميلادي، كنت قد نهضت اليوم كأي يوم عادي رغم أنه عيد ميلادي، كنت قد عدت للمنزلنا القديم بناء عل طلب أمي التي أخبرتني أن آتي كي أساعدها في جمع الأغراض للإنتقال، لكن تصرفات تشارلن و الآخرين و حتى عائلتي، غريبة هذا الأسبوع هل يخططون لحفلة مفاجأة لي؟ لا أظن لأن تشايندا واشية كبيرة و يفترض بها أن تعلمني، يا إلهي هل نسوني يا ترى؟ أوووووف... لا أستطيع التحمل!


لقد حسم الأمر لقد نسوني، سأذهب لمكتبة أبي يا إلهي أنا لا اتذكر شكلها حتى!


دخلت و أزلت الغبار عن الكتب المصطفة و بحثت بين الأرفف و الأقسام، فانتهى بي المطاف في القسم ج_2 "كتب علم النفس" بحث حتى وجدت كتابا أثار عنوانه إعجابي، كان عنوانه "الحب و نظرياته التفلسفية و آثاره على النفس و الروح".


أخذت الكتاب لأجده متكونا من 316 صفحة ذهبت لإحدى زوايا المكتبة و جلست أقرأ الكتاب و الوقت يمر بدون أن أشعر.


#جهة_تشارلن :


بعدما انتهينا من تجهيز الحفلة و كل الزينة و الكعكة، أطفأنا الأنوار و بقينا في انتظار أوسانا للخروج لكنها لم تنزل و بعد مدة أرسلت إليها رسالة نصية لتنزل إلي و لكنها لم تنزل، فقررت الذهاب للبحث عنها بعدما أخبرتني والدة أنها رأها آخر مرة صباحا في المكتبة.


#جهة_أوسانا:


مر الوقت بسرعة و أنا أقرأ الكتاب و قواعده حتى وصلت إلى قاعدة من قواعد الكتاب تقول: "بينك و بين حبيبك خط رفيع يصبح أرفع كلما زادت المسافات بينكما."


و مكتوب تحتها التفسير :" اذا لاحظت حبيبك لا يقضي الوقت معك فجأة فاعلمي انه سوف يقطع علاقتك بك."


يا إلهي هل يخطط سينباي للانفصال عني، إنتظر لكننا لا نتواعد (قلب مكسور TmT) ، و تشايندا و الآخرين لا يريدون التحدث معي شفقة علي، كما أن تشارلن سينتقل إلى الثانوية و ربما قد ينساني و يحب أخرى، و أنا غارقة في تفكيري حتى سمعت دقات باب من الأمام، ذهبت لأفتح الباب حتى أجد أه تشارلن أمامي!


وقفت بكل توتر أمامه يا إلهي إنه الوقت الذي سوف ينفصل عني، لبثت في صمت أنظر في عينيه حتى بادر في الحديث قائلا: "أوسانا ماذا تفعلين هنا؟ أنا أتصل عليك منذ مدة طويلة هل نسيت هاتفك، الأهم تعالي سأخبرك بشيء."


أمسك بيدي و قمت بنزعها بسرعة لأقول:" لا! سينباي أرجوك لا تتركني!"


نظر إلي في كل حيرة ليقول: "ماذا؟ مالذي تقصدينه؟"


نظرت في عينه لأقول:" انا اعلم كل شيء، أنت تتجاهلني منذ مدة و الأخرون لا يريدون التحدث معيلا تحسب أنني لم ألاحظ، أريد أن نبقى أصدقاء! "


قال تشارلن في كل أسف:" تعلمين... يا للخسارة لقد فسدت المفاجأة. "


رددت بكل قوة:" مفاجأة! تريد أن تهجرني و تسمي هذا مفاجأة! "


قال لي و هو في حيرة للحظة بعدما بدأ في الضحك:" أوه أوسانا تعالي و أغمضي عينيك."


استغربت من ضحكه فلم أجد إلا أن اتبعه و هو مغمض عيني بيديه الناعمتين و نحن ننزل الدرج حتى نزعها عني و ابظلمة في كل مكان، إشتعلت الأضواء و صرخ الجميع:" عيد ميلاد سعيد!"


نظرت إلى كل الحضور و أنا في دهشة بعدها نظرت إلى تشارلن و حضنته في لحظتها و قلت له:" شكرآ لك، شكرا لكم جميعا يا أصدقاء ."


إحمرت وجنتاه قليلا ليستجمع شجاعته و يضع يده فوق رأسي و يقول:" لا تشكريني، هذا من دواعي سروري."


و أنا في حضنه الدافئ المعطر برائحة زكية حتى جاء الجميع و عانقني، تبا لكم لكنني كنت في سعادة لا تنتهي في تلك اللحظة، ربما علي أن لا أقرأ كتب علم النفس مجددا.


****

في صبيحة اليوم ما قبل الأخير من شهر كانون (30 ديسمبر)، تحديدا في عامي الأخير من المدرسة الإعدادية، تلقيت رسالة من تشارلن على الساعة الثانية عشرة و النصف يقول لي فيها:" لنلتقي غدا في منزلي صديقي إيريا سنقيم حفلة رأس العام الجديد هناك ستبدأ على الساعة السادسة مساءً و أريد أن أذهب معك ما رأيك؟"


قرأت الرسالة و أنا مغمورة بالفرحة و الحماس و أجبته برسالة تقول: "حسنا لا مشكلة."


بعدها ذهبت لأتناول فطوري بسرعة و أغير ملابسي و أرتب سريري لأستلقي فيه.


عادة تقوم المربية بذلك لكني كنت مازلت في منزل جدتي، نعم أنا معها منذ سن السادسة و ها أنا الآن في الرابعة عشر، كنت أزور منزل والداي في العطلات و أمي بدأت تتحسن لذلك ستنتقل للعيش معنا و ربما يبيع أبي البيت القديم أو يجعله للكراء.


المهم، نظفت غرفتي بنفسي و أحضرت حاسوبي النقال و دخلت داخل الشبكة الإلكترونية لأشتري ملابس جديدة فإشتريت الكثير منها من كثرة حماسي، يا إلهي لقد نفذ مخزون بطاقة أبي البنكية سيقتلني!


و ما إنتظرت حوالي الساعة و النصف حتى وصلت كل طلباتي بعدها دخلت غرفتي و أغلقت الباب، و فتحت برنامج السكايب لأراسل إبنة عمي ساياكا لآخذ برأيها في أزيائي لأنها طالبة في معهد تصميم الازياء.


فأجابت على الاتصال و بقيت أغير الملابس تلو و الأخرى و لكن لم تعجبنا أي تشكيلة لها فقالت لي: "ما رأيك في هذه التشكيلة سأرسلها إليك بعدما أرسمها."


بعدها أرسلتها لي و كانت عبارة عن قميص قصير مزخرف أبيض اللون مع سروال جين ممزق عند الركبتين و كعب عالي مع معطف أخضر فستقي ريشي طويل و بالإضافة إلي قبعة صوفية مع بعض الإكسسوارات.


بعد تجربتي لها أبهرتني النتيجة فوافقت عليها و قدمت لي بعدها ساياكا بعض نصائح التجميل، قمت بتوديعها ثم نظرت إلى الساعة لاجدها السابعة مساءً، يا إلهي لقد حل الليل، لم اعتقد أن الوقت قد مر بهذه السرعة.


بعدها ذهبت لآخذ حماما و بعدها غيرت ملابسي فأصبحت الساعة التاسعة تناولت عشائي و ذهبت إلى سريري للنوم.


في الصباح الباكر على الساعة العاشرة صباحا إستيقظت و رتبت غرفتي، تناولت فطوري ثم غسلت أسناني.


ذهبت إلى سرير غرفتي لأرتاح قليلا فأحضرت هاتفي و دخلت في تطبيق تويتر لأجد جميع أصدقائي يغردون حول الحفلة فقمت بالتغريد قائلة:" أتمنى أن يحدث كل شيء كما أريده."


أطفأت الهاتف و أشعلت التلفاز لأشاهد بعضا من الأفلام و المسلسلات ثم بعد إنتهائي كانت الساعة الثانية زوالا، إستلقيت متعبة على السرير ليأخذ النعاس عيناي في قيلولة.


بعدها نمت قليلا، ثم إستيقظت من قيلولتي لأجدها الساعة الرابعة فقمت بإرسال رسالة إلى تشارلن ليأتي كي يأخذني.


نهضت و غسلت وجهي و قمت بترطيبه، إرتديت ملابسي و وضعت مستحضرات التجميل و الإكسسوارات، ثم إرتديت معطفي خوذتي و كعبي العالي، لاحظت شيئا غير مضبوط في الزي فقررت نزع خوذة المعطف الريشية بما أنني أضع خوذة صوف، فأصبحت أفضل.


نظرت إلى الساعة لأجدها السابعة و لم يصل بعد، نظرت إلى النافذة حتى أراه قد أتى بسيارة والده ليقلني، نزل من السيارة و لوح لي فقمت بالتلويح له و أشرت له بإبهامي كإشارة للإنتظار.


بعدها نزلت الدرج و وصلت الباب و قلت في نفسي: "حسنا لا تفسدي الأمر."


فتحت الباب لأجده واقفا عند باب السيارة يا إلهي إنه جذاب جدا!


تمالكت نفسي و ذهبت إليه بكل برودة قلت له: "مرحبا! "


رد علي: "مرحبا... هل نذهب؟"


أجبته: "حسنا هيا أنا جاهزة."


ركبنا السيارة معا و بدأ يقود إلى منزل صديقه إيريا لنبدأ الحفلة.


"مهلا تشارلن أنت في الخامسة عشرة من عمرك، ليس لديك رخصة قيادة! "


"لنقل أن هذه الليلة إستثناء لا أريد لأحد أن يعكر الجو بيننا"


كان هو يقود في الطريق، بينما أنا كنت متكئة أنظر خارج زجاج السيارة إلى الثلج و هو يتساقط.


مر الكثير من الوقت و كان الصمت يعم المكان حتى قمت بكسره قائلة:" هل تعلم.. يقال أن الأزواج يقبلون بعضهم عند منتصف الليلة الأولى من السنة الجديدة. "


نظر إليا بتفاجؤ و رد علي بعد أن أخفى مشاعره: "إذا و ما علاقة هذا الآن؟"


أجبته:" لا شيء أردت فقط إخبارك... بالكلام عن القبل سينباي هل قبلت شخصا من قبل؟"


سكت قليلا ثم قال متبسما:" نعم. "


أجبته بتعجب:" فعلا! مع من و متى ؟ "


أجاب :" الأسبوع السابق قبلت مولود خالتي الجديد... هل تفاجأتي؟"


قلت له بكل غصب :" كم أنت أحمق..."


بعد مرور بعض الوقت وصلنا إلى وجهتنا و نزلنا من السيارة، توجهنا إلى الداخل لنلتقي بأصدقاد تشارلن و يعرفني بهم، كانو لطفاء.


شربنا، ثم بدأنا بالرقص و فعلنا الكثير حتى أصبحت الساعة الـ 23:49.


نادى علينا إيريا جميعا ليقول لنا: "مرحبا جميعا، قبل كل شيء أشكركم من كل قلبي لحضور هذا الحفل الصغير و قبل بداية السنة الجديدة سنلعب لعبة."


تفاجأ الجميع ليقول إيريا:" نعم لعبة، أولا علينا الخروج إلى حديقة منزلنا بجانب المسبح ثم سنطفؤ الأنوار، بعد سيختار كل سيبحث كل شخص عن شريكه الذي يريد تقضية العام الجديد معه، سواء كانت حبيب أو صديق أو أحد الأقرباء لا يهم، الأهم أن يمسك بيده قبل منتصف الليل لنبدأ العام الجديد."


تحمس الجميع و أصبحوا يبحثون عن رفيق يبقون معه ليمسكوا بأيديهم.


قرر الجميع من سيمسك بيدهم إلا أنا، فخطر في بالي أن أمسك بيد تشارلن نعم إنها الفكرة المثالية لكن المشكلة أن جميع الفتيات يحاصرنه.


لقد أصبحت الساعة الـ 23:58 و قال إيريا:" مستعدون سنبدأ اللعبة! "


فقلت في نفسي:" يا إلهي أين تشارلن، نظرت هنا و هناك حتى أراه مختبأ عند شجرة بجانب المسبح."


بدأ إيريا بالعد: "ثلاثة... إثنان... واحد معكم دقيقة واحدة لتجدوا شريككم قبل بداية العام الجديد."


إنطفأت الأضواء و أنا لا أرى شيئا و لا أسمع سوى أصوات الصراخ، بدأت أشعر بالقلق و أدور هنا و هناك فلم أجد تشارلن حتى رأيت ضوء هاتف عند المسبح، ركضت هناك بأقصى سرعة و قد بدأ العد التنازلي لسنة الجديدة.


" عشرة ، تسعة، ثمانية، سبعة، ستة..." ركضت بكل ما أملك حتى وصلت إلى هناك و مددت يدي اليسرى لأمسكه و لكن شعرت بأحد يمسكني من يدي اليمنى يا إلهي لقد انتهى كل شيء،" ثلاثة، إثنان، واحد، صفر،" فصرخ الجميع: "سنة جديدة سعيدة!" لتبدأ الألعاب النارية بالتفرقع في السماء لتنير الحديقة.


و لكني أغمضت عيني خفية من معرفة من أمسك بيدي، لأشعر بيد تفتح عيني و صوت يقول: "هيا انظري لا تفوتي منظر الألعاب النارية الجميلة!"


يا إلهي إنه صوته، إنه هو سينباي! نظرت إلى عينيه لأقول بتفاجؤ:" تشارلن و لكن كيف؟"


" لقد كنت أبحث عنك لأمسك يدكي حتى رأيتك تجرين في ناحية المسبح فركضت إليك لأمسك يدك."


" و لكن اذا كنت أنت هنا فمن كان عند المسبح؟ "


" اوه هذا انه لوكاس لقد أخبرته بأن يتنكر بزيي لكي لا يلاحقني الفتيات. "


"و لكن لما إخترتني أنا؟"


" ماذا؟ اممممم... حسنا لا أعلم، ربما لأننا أصدقاء منذ الصغر و أردت قضاء عام آخر معك."


نظرت إليه بدهشة، لم أكن أعلم أنه يكن لي مشاعرا مثل هذه، ظننتني الوحيدة التي تشعر بها، فبدأت الدموع تسيل لا إراديا من عيوني و قال لي بجزع" : ماذا؟! هل أنت بخير؟ هل قلت شيئا أحزننك! "


أجبته:" لا أنا أكثر من بخير...سنة سعيدة."


رد علي : "و أنت أيضا..."


نظرت للأسفل و قلت بتسرع: "تشارلن، هل يمكنني مناداتك بـ تارو. " يا إلهي ماذا قلت!


نظر إلي بتعجب و قال: "ماذا.... يمكنك بالطبع، اوه غريب لم تناديني بلقبي منذ كنا صغاراً! رغم أننا أصدقاء طفولة مقربين" ثم إبتسم


إبتسمت إبتسامة النصر ثم ذرفت دمعة و قلت :" عظيم! "


.. النهاية ..




2021/01/18 · 250 مشاهدة · 4698 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024